حتشبسوت..أعظم ملكة فرعونية
10:40 م
Posted by Unknown 0 comments
سميراميس الآشورية العراقية اسمها العطر ملك القلوب
4:13 ص
عن مولد (سميراميس الحمامة) تروي الاسطورة: في يوم، ان سيولا عارمة تدفقت بقوة من منابع نهر الفرات ففاض النهر فاحدث طوفانا فتدفقت الامواج وترامت الاسماك على الشواطئ، ولم يبق من الاسماك سوى سمكتان كبيرتان سبحتا الى وسط النهر وبدأتا دفع بيضة كبيرة طافية على السطح الى ضفة الفرات، واذا بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر. احتظنت الحمامة (البيضة) حتى فقست، وخرجت من داخل البيضة طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمائم ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل. فبدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من حلبان واجبان فكانت الحمائم تأخذ منها بمناقيرها ما استطاعت ان تحمل، لتقدمه للطفلة طعاما عاشت به مع الحمائم سعيدة لا تعرف الشقاء أبداً.فارسلوا راعيا منهم لمعرفة اين تحط الحمائم فعرف المكان ثم دلهم عليه، فاذ وصلوا إلى المكان اكتشفوا صبية ذات حسن وجمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، ثم اتفقوا على أن يبيعوها في سوق (نينوى) العظيم. وفي الصبيحة حملوا الفتاة بعد ان اطلقوا عليها اسم (سميراميس) اي (الحمامة) إلى سوق نينوى. وكان ذلك اليوم يوما يحتفل فيه القوم يسمى بـ (يوم الزواج) يقام كل عام، حيث يجتمع في السوق الكبيرة الشباب والشابات قادمين من جميع انحاء البلاد، لينتقي كل شاب عروساً شابة له، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد ابنائه.
كانت ساحة (سوق نينوى) مشحونة بالكهول والشباب. جلس الرعاة عارضين الصبية في المقدمة فشاهدهم (سيما) رئيس اسطبلات خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فارتاعه جمال (سميراميس) فقرر تبنيها. فاشتراها (سيما) ثم عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته الصبية ربة الجمال حتى فرحت بها فرحاً جارفا وتولت عنايتها كابنتها، وبقيت ترعاها وعندما بلغت الرشد غدت ذات حسن وجمال وأنوثة لم تبلغه امرأة من قبل ومن بعد! في يوم كان (اونس) مستشار الملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك فصعقت عيناه بجمال (سميراميس الحمامة) وكانت قد بلغت سن الزواج، بقي مذهولا بجمالها وبراءتها. فاخذها الى نينوى وتزوجها، ثم انجبت (سميراميس) له طفلين او ربما توأمين هما (هيفاتة) و (هيداسغة) كانا سعيدان حيث كانت (سميراميس) تقدم لزوجها النصح والمشورة في الامور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. خلال ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة (باكتريا)، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الاول استطاع ان يسيطر على البلد عدا العاصمة (باكترا) التي صمدت. شعرالملك الحاجة للاستعانة بـ (اونس) بيد ان (اونس) ما كان يهوى مفارقة زوجته الحبيبة (سميراميس) فسألها ان كانت ترغب مرافقته فوافقت. تابعت (سميراميس) ما يجري خلال المعارك دارسة بعناية سيرها فقدمت اقتراحات فيما يدار في الحصار. فحيث ان القتال كان يدور في السهل وان كل من المدافعين والمهاجمين لم يعيروا للقلعة اهمية، اشارت (سميراميس) ارسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال الى الجبال، الى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول العدو المدافع فاصبح الاعداء محاصرين و لا خيار لهم غير الاستسلام. اثر هذا الانتصار غدى الملك (نينوس) غاويا ومعجبا بشجاعة وذكاء (سميراميس) في التوصل الى الانتصار الحاسم في المعركة. راح الملك (نينوس) يتفرس ويتمعن في وجهها الساحر وجمالها الأخاذ، فادرك استسلام قلبه لهذا السحر القاتل فلم يستطع مقاومة هذه المرأة التي اخذت بمجامع قلبه فطلب يدها كزوجة وملكة. فعرض الطلب على (اونس) ، الا ان (اونس) رفض هذا الطلب الملكي فهدده الملك بقلع عينيه وتحت هذا الخوف واليأس وافق مرغما على التنازل عن (سميراميس) للملك، غير ان (اونس) تجرع السم فمات كمدا، لارغام الملك (نينوس) وخطف زوجته منه، انجبت (سميراميس) من الملك طفلا اسمياه (نيناس) واثر موت الملك اعتلت (سميراميس)ملكة على عرش نينوى عاصمة آشور. تقول الاسطورة الدائرة، ان (سميراميس) حكمت آشور 42 عاما، الا انها كانت قد شاركت الحكم مع زوجها الملك بحكمتها لسنوات خمس ثم تابعت الحكم بمفردها اثر موت زوجها. بدأت (سميراميس) حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس). وتنسب اليها الأسطورة الشعبية بانها بنت مدينة (بابل)، لكن في الواقع ،ان الذي بنى حدائق بابل هو (نبوخذنصر) تلبية لرغبة زوجته الميدية، وقد عمل في هذا الانشاء اكثر من مليوني عامل وفق ما يقوله المؤرخ الاغريقي (ديودروس)، جاء بالعمال من ارجاء الامبراطورية المترامية الاطراف. كان محيط السور ما يقرب من 66 كيلومترا طولا، اما عرضه فقد كان بوسع 6 عربات تجرها خيول بالمرور فوقه سائرة جنبا الى جنب، وكان ارتفاعه مايفرب من 100 متر وشيد 250 برجا لحماية المدينة، واقيم جسر بطول 900 متر على نهر الفرات الذي كان يمر وسط المدينة. و قد اقيمت عند نهاية كل جسر قلعة محصنة كانت الملكة تستخدمها كدار استراحة، هذه القلاع كانت متصلة عبر ممرات سرية تحت النهر. وفي هذا العهد بنت الحدائق المعلقة المعروفة في التاريخ.قامت (سميراميس) بحملات عسكرية واسعة بعيدا في اسيا حتى قيل انها فاقت في امور القتال العديد من النساء المقاتلات في تلك العصور. قيل عن (سميراميس) انها انشات العديد من مدن العالم القديم أقيمت على نهري دجلة والفرات، واقامة العديد من اجمل واروع الاضرحة الفريدة والمواقع النادرة الاخرى في كل آسيا. في جولاتها العسكرية استولت على ميديا وبلاد الفراعنة والجزء الاكبر من الحبشة، وحاولت اخضاع الهند، فشكلت جيشا جرارا فعبرت نهر السند،الا ان جيشها واجه اعدادا هائلة من الفيلة المدربة فافزعت الخيول والجنود، فانسحب فرارا، وقيل انها تعرضت لطعنة كادت تودي بحياتها، وبعد جهد جهيد عبرت النهر وامرت بتدمير الجسر الذي اشادته كي لا يستطيعوا ملاحقة جيشها المهزوم. يبدو ان اسم (سميراميس) تحريف اغريقي لـ (سمورامات) وهي ملكة مقدسة، ام الملك الآشوري (اداد - نيناري الثالث) الذي حكم بين (810- 783 ق م) زوجة شمشي - اداد الخامس، الذي حكم بين 823 - 811 ق م ، و هو ابن شلمنصر الثالث الذي حكم بين ( 859 - 824 ق م ، و قد تميز حكمها بالقسوة بين 810- 805 ق م. هذه الحكاية الاسطورية مستلة من (الملكة سمورات) وبعد قرون طويلة حرف الاغريق الاسم الى (سميراميس). وهي اسطورة مفتبسة من بابل، و(الملكة سمورات) تزوجت من ملك نينوى (شمسو حدد الخامس) (823-811 ق.م). بعد ان توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) 811-783ق م سن الرشد، فاستلمت زوجته (سميرامات) الملكة الحكم. يبدو ان (سمورامات) أضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على السلوك الآشوري الذي اتسم بتقديس الفحولة المتمثل بالآله آشور واختيار منطق القوة والحرب.
ونجحت في ابراز ادوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين مثل اله الحكمة (نبو). لقد ملكت (سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية (مسلة "سمورامات" ملكة سيد القصر - شمس حدد ملك الكون ملك آشور) والد (حدد نيراني) ملك الكون ملك آشور وكنّاه (شلما نصر) ملك الجهات الاربعة. وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد. صحيح انها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، الا انها كانت تشارك بالحكم منذ ايام زوجها وكذلك مع ابنها. ان شخصيتها القوية وذكائها الحاد وجمالها الاخاذ جعلاها تفرض سطوتها طيلة حكمها، وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين طيلة عشرات السنين. و قد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) واخر في (كالح) تصور فيه انها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. فهي رغم انها تشارك سكان آشور بالحضارة العراقية المشتركة، الا ان اصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافية حيث تمكنت ان تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى. ومهما يكن الامر فان (سميراميس) هي (سميرامات) ثم انقلب اسمها عبر الازمة والعصور والدهور التوالي الى اسم يملك عطرا اسطوريا وعبيرا على مر الدهور، وقد حمل لنا التاريخ اسطورة كونها (الامرأة الامرأة) بالمعنى العالي اذ كانت رائعة الجمال باعلى اشكاله، بالاظافة الى كونها كانت فائقة في قوتها وحكمتها.
انها (سميراميس) الاسطورة التاريخية. نجد في اسم (سميراميس) العطر الانثوي وقوتها الخارقة كبطلة انثى تجعلها امرآة تنافس البطل (كلكامش) الذَكر بل ربما تفوقه سحرا. (سميراميس) بجمالها الخلاب اطلقوا اسمها على بعض ملكات عصور تالية منها (ماركريت) ملكة الدانمارك والسويد والنرويج 135-1412 وكذلك (كاترين الثانية) قيصرة روسيا 1729-1796 اعتبروهما (سميراميس) اوربا. وفي العصور الحديثة طغت شخصيتها على عقول وافئدة العالم بشكل لم يسبق له مثيل، حيث كتبوا ونشروا في العالم العديد من الكتب والروايات والاوبرات العالمية والمسرحيات، ولم تستطع هوليوود الا ان تذكرهاا باكبر افلامها. واسم (سميراميس) اطلق في جميع انحاء العالم وفي جميع اللغات وما لايحصى من المراكز السياحية والفنادق ودور التجميل والانوثة والمتعة. يصفها الكاتب (ويفي ميليفل) في ثنايا روايته (ساركادون.. اسطورة الملكة العظيمة) فيقول ( كانت فائقة الجمال، لا شك في الامر، ذلك الجمال الذي تعجز الكلمات عن وصفه، انه الجمال المنتصر، ليس باقل من الجمال الذي يذعن له الآخرون مرغمين).
توما شماني - تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب
Posted by Unknown 0 comments
«أليسار» .. ابنة الساحل السوري التي بنت قرطاجة
11:33 م
- تكنى « بيجماليون » الامير السوري- الساحلي فيما بعد بهذا الاسم ورفض أن تشاركه اميرة الحكم وشاركه الشعب في ذلك , فرضخت « أليسار » للامر الواقع وتزوجت « زيكار - بعل » كاهن الاله « ملقرت » في صور , وكان في الوقت نفسه عمها , وهو يعرف في المصادر الاغريقية باسم« اسربال ,او سيشربال » .
- طمع « بيجماليون » بثروة عمه , وزوج اخته , الهائلة , كاهن الاله « ملقرت » لان « ملقرت » تبوأ رئاسة مجمع آلهة الساحل حوالي القرن العاشر قبل الميلاد , وقد امتدت عبادته على طول الساحل حتى اوغاريت وقد تردد اسمه كثيراً في نصوصها ومثيولوجيتها , وكان يقام له في ربيع كل عام عيد كبير يعرف باسم « بعث ملقارت » يدوم خمسة ايام , وكانت الغاية من هذا العيد اعادة بعث الحياة في هذا الاله بواسطة النار , وكانت معابده منتشرة ليس على طول الساحل السوري فقط , بل في جميع المستوطنات الفينيقية في حوض البحر الابيض المتوسط حتى وصلت إلى جانبي «جبل طارق ».
كرّس له « احيرام » ملك صور معبداً خاصاً , وكان ملوك « صور » يتبارون في تمجيده وتقديم النذور له , وظهر رسمه على نقود مدينة « صور » في القرن الخامس قبل الميلاد , وقد صوروه بوجه ملتح يخترق الأمواج على ظهر حصان البحر , لذلك ليس غريباً أن يطمع « بيجماليون » بالثروة الهائلة لهذا الكاهن , فعمد إلى قتله ليحصل عليها .
عاشت أليسار فترة من الزمن غير عالمة بمقتل زوجها إلى أن قرر أخوها اغتيالها ايضاً , فظهر لها شبح زوجها في الحلم وأعلمها بما فعل أخوها وبنيّاته السيئة نحوها , ونصحها بأن تهرب مع كنوزها فهربت « أليسار » , خلسة مصطحبة معها جميع الكنوز , وحاشية مؤلفة من خيرة العائلات المخلصة لذكرى زوجها , كاهن ملقارت .
ابحر المهاجرون إلى قبرص , و وافق كاهن عشتروت على مرافقتهم لقاء الحصول على رئاسة الكهنوت بصورة وراثية في عائلته , واصطحب الموكب معه ثمانين فتاة من مختلف المناطق الساحية ليقمن بدور العذارى المقدسات , ويؤمن استمرارية الطقوس الدينية لتقاليد الساحل السوري .
عند وصول أليسار وجماعتها إلى الشاطىء الافريقي , رحب بهم وفد من سكان السواحل السوريي الاصل « الفينيقيون » والمقيمين في « اوتيكا » يصحبهم جماعة من السكان الاصليين .
وانشأ المهاجرون مدينة جديدة سموها « قرت - جدة » اي«القرية - الجديدة » ثم ادغم هذا الاسم وصار فيما بعد في التاريخ « قرطاجة » ثم « قرطاج » .
تغنّى « فرجيل » بقصة « أليسار » واطلق على هذه الأميرة اسم « ديدو - أو ديدون » وتروي « إنياذته » قصة طريقة وعجيبة عن دهاء وحنكة هذه الأميرة السورية , مفادها أن « أليسار » عندما هبطت إلى الارض طلبت من السكان المحليين أن يهبوها قطعة أرض مساحتها جلد بقرة , وبعد أن وافق السكان على طلبها هذا , اتت بجلد البقرة وقصته شرائط رفيعة جداً , ثم وصلتها فحصلت على حبل يبلغ من الطول ما يكفي لاحاطة مساحة كافية لبناء مدينة كاملة , فأنشأت قرطاجة التي سرعان ما ازدهرت , وقد حسدها ملك الشعب الصحراوي « لابراس » وطلب يدها ليتزوجها , لكنها أصرت على الوفاء لذكرى زوجها الأول , وعندما هددها آثرت الانتحار ملقية نفسها في المحرقة بين اللهب , وقد هزت تضحيتها هذه الشعب , فرفعها إلى مصاف الآلهة , وأقيم لها معبد قرب المرفأ واقترن اسمها باسم افروديت وعشتروت , اما « فرجيل » فقد تجاهل التوقيت التاريخي والفاصل الزمني بين سقوط طروادة وتأسيس قرطاجة وهو 300 سنة ونسج اسطورة تربط بين ديدون و تأسيس روما , اذ جعل اينياس البطل الطروادي الهارب وأحد اقطاب مؤسسي روما يحط مراسيه في قرطاجة وتنشأ بينه وبين « ديدون » علاقة حب اغتاظ لها « لارباس » فدعا الالهة أن تصرفه من طريقه فأمرت « اينياس » بالرحيل وهكذا غادرت قرطاجة دون اذن من « ديدون » فانتحرت عندئذ .
دخلت أسطورة « أليسار » السورية , ابنة الساحل البارة وجدان الفنانين في عصر الكلاسيك الحديث, فاتخذ من اسطورتها الفنان« برنارسيس غورين »في القرن التاسع عشر موضوع لوحة جميلة له , وقد شكلت هذه اللوحة إحدى موضوعات صورة الغلاف .
يقول التاريخ أن قرطاجة تأسست عام 914 ق.م في موقع غير بعيد عن تونس , العاصمة الحالية لدولة تونس , لكن التاريخ الحقيقي لتأسيس هذه المدينة ما يزال موضع نقاش , اذ لم يعثر فيها على أي أثر سابق لعام 750 ق.م .
كانت قرطاجة على اتصالات دائمة مع صور , المدينة الأم , وقد ظلت مدة تدفع حصة لمعبد ملقارت الصوري لكن انحطاط صور وتدميرها عام 332 ق.م على يد الإسكندر , أنهت تبعية قرطاجة لهذه المدينة , وبدأت تفرض سيطرتها على المستوطنات الفينيقية في غربي البحر الأبيض المتوسط حتى امتدت سلتها إلى جزيرة كورسيكا« 535 ق.م » وازدهرت تجارتها في شواطىء اسبانيا« القرن السادس والخامس ق.م » وجزر الباليرو وسردينيا .
بدءاً من القرن الخامس قبل الميلاد , شرعت قرطاجة تنطوي على نفسها واستبدلت بتوسعها التجاري البحري توسعاً زراعياً داخلياً , ثم اشتبكت في حروب دامية مع اليونان دامت أكثر من قرن , عرفت في التاريخ باسم « حروب قرطاجة » وانتهت بتدمير قرطاجة كلياً عام 146 ق.م وازالتها من الوجود بصورة وحشية جداً .
زنوبيا - فيروز و الأخوين رحباني
12:45 ص
زنوبيا زنوبيا
اسمعي يا زنوبيا اسمعي
أبواق الرومان عم تعلن نهاية تدمر
تدمر يا نجمة المشارق
حاصرتك روما واستشهدوا أبطالك
لبصرى عم يسمع نحيبك
يا طفلة الممالك
أهربي يا زنوبيا أهربي أهربي
وين العربية ويني والممر السري وينيي
و كرام الدراويش ويني
ولا تذلك روما زنوبيا أهربي
خمس سنين حكمت زنوبيا
خمس سنين با غفلة سريعة يا خمس سنين
بياكلهن الزمان
بس اللي بيبقى الوحده بيبقى شرف الوقفة صرخة بوجي الظلم
هربي يا زنوبيا هربي يا زنوبيا
نحنا منبقى نحنا عشب الأرض
و العاصفة بتمرق فوق
بتكسر الورد العالي
وردة إنتي و العاصفة جاية تاخدك إنتي
ودعوا زنوبيا بموسم الدمع بصوت الفرح بورق الرمان
- يا موت هديني بإيدي خدني ع طرقات مفروشة بالنوم و سعيدة
- و يا أهالي تدمر: خمس سنين من العمر عشتوها أحرار
- إلكن سما و هوية و اللي سكن الحرية يوم نهار ما بقى تقدر روما تسلب منو الحرية
- كاسك يا موت
زنوبيا ما إلك مهرب من روما حتى بالموت
- و بكرا بالإيام تدمر اللي انكسرت و روما اللي انتصرت تنينتهن حجار
- و أنت و أنا تمثالين بساحة الأثار
- لكن بكل زمان و مكان بدا تطلع روما تطغي و تظلم و بدا تطلع تدمر ترفض الظلم
- و بآخر الآخر بسهول الزمان تنتصر تدمر تدمر الحريي تدمر الصرخة اللي بقلب الإنسان
تتمدد أيامنا ينهبها الوقت الراصد
إذا مننسى زنوبيا أو صرخة زنوبيا
- لوحوا بإيديكن ودعوا زنوبيا
- قولوا للشعرا يكملوا الأشعار
- قولوا للثوار يضلهن ثوار
- المملكة تدمر انتهت من الأرض
- صارت بالقلوب صارت بالمدار
- صارت الصرخة و صارت النار
- أورليانوس عجل خدني على روما عليت الصرخة كبرت على الموت
- لاعسكرك أورليانوس و لا قوة روما و لا كل روما بالدهر بتسكت هالصوت
Posted by Unknown 0 comments
سيدة تاج محل
1:14 م
يشتهر العصرالمغولي بتطوراته الثقافية متعددة الأوجه. وللعائلة التيمورية المالكة تقاليد ثقافية عظيمة حيث قامت مملكة أسلافهم في سمرقند التي كانت أرضاً التقت فيها ثقافات وسط وغرب آسيا. أحضر المغول معهم إلى الهند التقاليد الثقافية الإسلامية من الأنحاء التركية الإيرانية لتطلق شرارة تطور الثقافة الإسلامية الهندية.
كانت السيدة التي نتحدث عنها ذات مولد رفيع الشأن، فهي حفيدة ميرزا غياث بيك (والد الإمبراطورة نور جيهان)، رئيس وزراء الإمبراطور المغولي الرابع جيهانغير ، وابنة خواجة أبو الحسن الذي كان يعرف في بلاط جيهانغير بلقب يامن الدولة عاصف خان- رحل ذو طلعة مهيبة ويحظى باحترام كبير. كما كان طموحاً أيضاً ولهذا لم يكن مفاجئاً أن عينه جيهانغير رئيساً لوزرائه بعد موت ميرزا غياث. هكذا كانت نشأة أرجوماند بانو بيغوم، التي عرفت لاحقاً باسم ممتاز محل، ابنة عائلة من أشراف القوم. ولدت ممتاز عام 1594. وحين بلغت سن التعليم بذلت عائلتها جهداً كبيراً لتمكينها من تحصيل تعليم طيب وتلقينها آداب البلاط. ولما كانت تتحلى به من جمال أملت عائلتها أن يكتب لها المجد مثل عمتها نور جيهان وأن تحوز على مكانة رفيعة في بلاط إمبراطور الهند.
حين أنهت ممتاز تعليمها وبلغت سن الزواج، كان صيت جمالها قد تجاوز حدود مخدعها النسوي وأصبحت محاسنها حديث علية القوم. وفيما كان الأمير خورام، ابن الستة عشر عاماً وإمبراطور المستقبل شاه جيهان، يتمشى في سوق المينا الملكي وقعت عيناه على ابنة رئيس الوزراء الجميلة التي كانت في الخامسة عشر من العمر. وأسرع الأمير الذي أخذه جمالها إلى أبيه في اليوم التالي طالباً الإذن بالزواج منها وهو ما حصل عليه فعلاً. كان حباً من أول نظرة. غير أن زواج خورام من أرجوماند لم يكن شيئاً سهلاً كما قد يظن المرء. ذلك أن الزيجات من بعد حب لم تكن شيئاً مألوفاً في قصور الهند في القرن السابع عشر. فالزيجات الملكية كانت تتم لأسباب سياسية أو لتعزيز التحالفات العسكرية أو لتقوية الروابط العائلية أو لغيرها من الأهداف المشابهة. وهكذا كان الأمير خورام في العام التالي يتزوج من أميرة فارسية.
غير أن الإسلام يسمح بتعدد الزوجات، وبالتالي فإن الفرصة للزواج بأرجوماند لم تضع مع أن الأمير التزم فعلاً مع زوجته الأولى. وبمرور خمس سنين وبعد أن قال منجمو البلاط بحساباتهم الفلكية إن الوقت مناسب لعقد القران، أقيم الزفاف المنتظر أخيراً في بيت ميرزا غياث. كان حدثاً ضخماً حتى بالمعايير الملكية. فما إن بدأ موكب الزفاف يشق طريقه نحو بيت أرجوماند، حتى أخذ العازفون والراقصون والبهلوانيون يسلون الحشود. وارتدى رجال الدولة أثوابهم الحريرية الموشاة بالذهب. العبيد يقذفون باللهب في الهواء والعوام تحمل المشاعل وأصحاب الطرق الصوفية يرتلون أناشيدهم. حضر إمبراطور الهند الزفاف شخصياً وقام بنفسه بشكل عقد من اللؤلؤ على عمامة العروس. وحتى يظهر تقديره الكبير لزوجة ابنه أعطى جيهانغير اسم ممتاز محل لأرجوماند والذي يعني "التي اختارها القصر"
بعد الزواج كان الأمير وممتاز يقضيان معظم أوقاتهما معاً. وسرعان ما أصبحت ممتاز محل مستشارة زوجها لشؤون السياسة وتقدم العون للأرامل واليتامى والعائلات الفقيرة.
العلاقة القوية التي جمعت شاه جيهان بممتاز محل جعلت الإثنين رفيقين لا يفترقان داخل البلاد وخارجها وكانت مشورتها وحكمتها دوماً في شؤون السياسة ذات فائدة عظيمة لشاه جيهان. ونجح الاثنان في تسيير أمور إدارة البلاد على أحسن وجه حتى عام 1916. حتى ذلك العام كان الزوجان يحظيان بدعم الإمبراطورة نور جيهان التي ضمن نفوذها في القصر حياة هانئة لهما. غير أن شير أفغان خان ابنة نور جيهان من زوجها السابق تزوجت الأمير شهريار الأخ الأصغر لشاه جيهان وابن جيهانغير الأصغر من زواج آخر. وهكذا تخلت الإمبراطورة التي كانت دوماً صاحبة نفوذ في شؤون الدولة عن شاه جيهان وبدأت تدافع عن صهرها لمساعدته في الفوز بالعرش بعد أبيه. وأخذت تستخدم دهاءها لبث الشقاق بين جيهانغير وشاه جيهان.
ونجحت في مسعاها فعلاً. واستطاعت أن تقنع الملك المطواع بتوبيخ ابنه العزيز توبيخاً قاسياً. ورغم محاولات شاه جيهان المخلصة لاستعادة ثقة وحب أبيه إلا أنها باءت بالفشل. وهكذا اتسعت الشقة بين الولد والوالد وبلغت مرحلة ما عاد ينفع معها أي إصلاح. وأرسل جيهانغير وراء ابنه بقوه على رأسها الأمير برويز ومحبت خان لإجباره على الانصياع.
في ذلك الوقت كان شاه جيهان يعسكر في برهانبور باحثاً عن الأمان بمهربه. ثم أصبح لاجئاً في قصر ملك ديكان ثم في البنغال. استمرت غضبة جيهانغير ثماني سنوات، قضاها شاه جيهان كئيباً وقلقاً بدون استقرار. يقال إن الشدائد امتحان الأصحاب. وفعلاً هذا ما حصل حيث هجره كل أصحابه وهربوا بعد أن كانوا قد أقسموا له أن يحموه بسيوفهم. واستمرت حاله على هذا المنوال حتى عام 1627 حين توفي والده الذي كان مريضاً بالربو.
جلس شاه جيهان على العرش بعد حرب دموية على الوراثة. فحين موت جيهانغير لم يكن لديه سوى ولدين بين الأحياء، شهريار وشاه جيهان. لكن شهريار، صهر نور جيهان، كان مريضاً جداً حينها. غير أن هذا لم يمنع نور جيهان من السعي ولو عبثاً لجعله يعتلى العرش. إلا أن شاه جيهان بمساعدة حماه استطاع أن يحوز الملك.
احتفل بتتويج شاه جيهان في كل أنحاء الإمبراطورية. وحضر الحفل رجال الأدب والدين والأشراف وأهل الحكم. وعلى حسب العادة وزع شاه جيهان أثواب التشريف على الحاضرين. وبعد حضوره مراسم تتويجه، أسرع شاه جيهان إلى جناح النساء حيث كانت زوجته ممتاز محل، الإمبراطورة الجديدة، قد أقامت حفلاً بهياً على شرفه. ووزعت صواني الجواهر والذهب على الفقراء بهذه المناسبة. لم يكن لفرحة الزوجين حدود بعد المعاناة الطويلة التي عاشاها. وأهدى شاه جيهان زوجته مئتي ألف قطعة من الذهب وستمئة ألف قطعة من الفضة وعزبة تغل مليون قطعة ذهبية سنوياً. كما أضاف على ذلك منحة سنوية تبلغ مليوناً ونصف من الجواهر تعطى لها في الذكرى السنوية الأولى للتتويج. وبعد ذلك بعامين زادها بمقدار مئتي ألف.
كان شاه جيهان حاكماً طموحاً شأن جده أكبر. كما اختار الشرفاء ليكونوا حكاماً على الأقاليم وقادة للجيش. ونبههم أن يكونوا عادلين في حكمهم للناس، حتى عرف في التاريخ بلقب شاهنشاه العادل" أو الإمبراطور العادل. كما كان يعمل لساعات طوال ويراقب كل تفاصيل إدارة الإمبراطورية. واستطاع أن يجعل الدروب آمنة للمسافرين وعاقب اللصوص وقطاع الطريق بقسوة. كما طور الزراعة والتجارة الخارجية. وجعلها عادة له أن يوزع عدة أضعاف وزنه ذهباً وفضةً مرتين سنوياً على الفقراء. وكانت نتيجة كل ذلك أن تحسنت أحوال الرعية وازدادت عوائد الدولة أضعافاً.
كان تتويج شاه جيهان فاتحة لازدهار العمارة في أغرا ودلهي. وما تميزت به هذه العمارة هو انتشار المباني الرخامية وهو ما دفع أحد الباحثين لوصف عهده بعهد الرخام. كما كان راعياً عظيماً للفنون وللرسم والعمارة المغوليين الذين جمعا التقاليد الفارسية والهندية ووصلا ذروتهما في عهده.
وفي عهد زوجها أصبح لممتاز محل دوراً فاعلاً في إدارة الدولة. كما كان شاه جيهان يستشيرها في كل قضايا الحكم المهمة، حتى إنه استأمنها على ختمه الملكي. وفي تلك الأزمان، كان الختم الملكي شيئاً بالغ الأهمية عند الحكام المسلمين. ويسجل التاريخ أن هؤلاء الحكام كانوا دوماً لا يعهدون بأختامهم إلا لشخص ذي نزاهة وولاء لا شك فيهما أبداً. ذلك أن أي كتاب يمهر بهذا الختم يصبح أمراً يستدعي الطاعة فوراً. لاحقاً نقلت هذه المسؤولية إلى يمين الدولة والد ممتاز بناء على طلبها.
كانت ممتاز محل امرأة رقيقة القلب بطبيعتها. ولهذا كان الضعفاء والبائسون يجدون فيها إنساناً ينصت لمشاكلهم بتعاطف. وكان اليتامى والأرامل والفقراء يحظون بأعطياتها التي أصبحت الوسيلة لتزويج بنات الفقراء زيجات كريمة. كما أنقذت رحمتها حتى المجرمين الذين أعفت بعضهم من الإعدام وأعادت آخرين إلى مناصبهم وحظوتهم التي خسروها بسبب سخط الملك عليهم.
هام شاه جيهان بزوجته وبنى لها جناحاً ساحراً في القصر وأغدق عليها الهبات والنعم. بل إنه كان يصطحبها معه في حملاته العسكرية. وفي إحدى هذه الحملات عام 1630 خرجت ممتاز معه وهي حامل بابنهما الرابع عشر. وماتت ممتاز محل في ربيع 1631 وهي تضع وليدها وكانت بنتاً. وعقب ذلك أمضى زوجها كسير القلب العقدين التاليين تقريباً وهو يعمل على إنجاز حلمها ببناء صرح يخلد ذكرى حبهما.
بعد موت ممتاز حبس شاه جيهان نفسه ثمانية أيام في قصره ليخرج للناس بعدها رجلاً آخر يختلف عن الذي كان عليه قبل أربع سنوات حينما اعتلى العرش. وبقي لعامين وهو يعيش الحداد عليها. حين إحضار رفات ممتاز محل من برهانبور حيث فارقت الحياة إلى أغرا عاصمة الإمبراطورية المغولية، وضع في حجرة دفن مؤقتة تحت الأرض على ضفة نهر جومنا. أما ضريحها الدائم فقد وضعت أساساته عام 1631 لينتهي بناؤه عام 1653.
لبناء هذه التحفة المعمارية الفاتنة استدعى شاه جيهان إلى بلاطه أرقى المواهب من كل أنحاء العالم. أتى المعماريون والحرفيون إلى أغرا من بغداد ومن القصور العثمانية في تركيا وقدم مصممو الحدائق من كشمير والخطاطون من شيراز والحجارون والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والبناؤون من بخارى والقسطنطينية وسمرقند. طوال هذه السنوات كانت الاستشارات والتعديلات شيئاً متواصلاً يجري يومياً. والأهم من كل ذلك كان الإخلاص لذكرى ممتاز محل.
يعتقد أن المعلم عيسى أفندي من تركيا كان هو المسؤول عن تصميم المبنى. أما محمد خان من شيراز وعبد الغفار من مولتان فكانا خطاطي المشروع. فيما المسؤول عن النواحي الفنية والتصميم الداخلي كان قادر زمان خان من الجزيرة العربية. وباختصار حرص شاه جيهان على استخدام أعلى المهارات المتوفرة في عصره لبناء هذا الصرح العظيم. وكان كل من هؤلاء يحصل على راتب شهري كبير حتى اكتمل العمل. وبلغ عدد العمال الذين عملوا تحت إدارة هؤلاء عشرين ألفاً. وتطلب الأمر عشرين عاماً حتى اكتمل بناء تاج محل.
ولإرضاء هوس شاه جيهان الفني أتي بكميات ضخمة من الرخام الأبيض من راجستان والحجر الرملي الأحمر من دلهي. كما أحضرت الحجارة الكريمة بالقوافل من كل أنحاء الأرض: اليشب من البنجاب والعقيق الأحمر من بغداد والفيروز من التيبت والملكيت واليشم والكريستال من تركستان وغيرها من اللؤلؤ والماس والزمرد والصفير... أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة.
عبر أغرا وبني منحدر بطول عشرة أميال عبر أغرا لسحب مواد البناء إلى قمة القبة في موقع البناء. وكان المشروع من الضخامة بحيث أن مدينة ممتاز أباد تنامت حول المشروع لإيواء العمال الذين اشتغلوا عشرين عاماً لبناء الصرح.
وللتمكن من رفع القبة شيدت سقالة هائلة حيث تطلب هذا الجزء من المبنى على وجه الخصوص الكثير من الجهد والمال. ويقال إن القبة وحدها كلفت أكثر من باقي المبنى كله. وتقول الأسطورة إن شاه جيهان حين اقتراب تاج محل من النهاية قيل له إن تفكيك السقالة سيستغرق خمس سنوات. فما كان منه إلا أن أعلن أن كل من يرفع قرميدة تصبح ملكاً له، وإذ بالمهمة تنتهي بين ليلة وضحاها.
يجمع تصميم تاج محل بين العناصر الهندية والفارسية والتركية والبوذية بطريقة جعلت منه شيئاً جديداً بالكامل. واليوم أصبح تاج محل واحداً من أشهر الأيقونات البصرية. ورغم السحر الذي يلف جماله والقصة التي كانت وراء بنائه، فإن واجهته مألوفة لدينا جميعاً لدرجة تجعلنا ننسى أن تاج محل صرح يتميز بأصالة وتفرد مطلقين بالنسبة لزمنه.
في سبتمبر 1657 أعيا المرض شاه جيهان وفقد الأطباء الأمل بشفائه. بل إنه كتب وصيته. وحالما وصل خبر مرضه أولاده الأربعة، دارا شيكوه وشوجا وأورانزيب ومراد، أخذ جميعهم يعد العدة للاستيلاء على العرش. ولدى نجاح أورانزيب في هذا المسعى قام بسجن والده دون أن يسمح سوى لواحدة من أخواته أن تقوم على رعايته حتى وافاه أجله عام 1666 ودفن بجانب زوجته ممتاز محل.
يعتبر تاج محل اليوم واحداً من عجائب الدنيا وهو ينتصب وسط مساحات شاسعة من الحدائق على ضفة نهر يامونا في أغرا. ومع أن أشهر ركن فيه هو ضريح ممتاز محل بقبته الرخامية البيضاء إلا أن هذا المجمع الضخم الذي يمتد على مساحة 42 فداناً يتضمن أيضاً مساجد ومآذن ومباني أخرى.
وقد قال البعض إن شاه جيهان لم يكن ينوي أن يجاور زوجته في القبر وإنما كانت نيته بناء تاج محل آخر من الرخام الأسود ليكون ضريحاً له. إلا أن الكثير من الباحثين يرون غير ذلك ويعتقدون أنه كان يرغب فعلاً أن يدفن قرب ممتاز محل.
بقلم أيه آي مكي
Posted by Baylasan 0 comments
كليوباترا السابعة
6:51 ص
ملكة مصر ، الشهيرة في التاريخ والدراما كزوجة يوليوس قيصر ثم عشيقة ماركوس أنطونيوس .
أصبحت ملكة عند وفاة والدها بطليموس الثاني عشر ، في العام 51 قبل الميلاد وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر (51-47) و بطليموس الرابع عشر (..،67) وابنها بطليموس الخامس عشر قيصر (44-30). بعد انتصار جيوش الروم أوكتافيان ( الامبراطور أوغسطس الجديد فيما بعد ) على قواتها المشتركة ، انتحر انطونيوس و كليوباترا ، ووقعت مصر تحت سيطره الرومان .
ولدت العام 68 قبل الميلاد ..وصفت كليوباترا بأنها أثرت بنشاط على السياسة الرومانية في فترة حرجة ، كما وصفت بأنها جاءت لتمثل ، كما لم تفعل اي امرأة أخرى من العصور القديمة ، النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة .
هي ابنة الملك بطليموس الثاني عشر "أوليتيس " ، و كان قد قدر لكليوباترا في أن تصبح آخر ملكة للسلالة البطلمية التي حكمت مصر بعد موت الاسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد وضمها إلى روما في 30 قبل الميلاد. أسس السلالة ضابط الأسكندر بطليموس ، الذي أصبح الملك بطليموس الأول حاكم مصر . كانت كليوباترا من السلاله البطلمية، فانها و لأسباب سياسية أطلقت علي نفسها لقب " ايزيس الجديدة " و هو لقب ميزها عن الملكة كليوباتراالثالثة ، والتي زعمت أيضا انها تجسيد حي للآلهة ايزيس .
تظهر العملة المصرية القديمة نقشا لكليوباترا تظهر فيه امرأة ذات طلعة مفعمة بالحيوية ، بفم رقيق ، ذقن قوي ، عيون صافية ، جبهه عريضة وأنف بارزة.
عندما توفي بطليموس الثاني عشر في 51 قبل الميلاد ، انتقل العرش إلى ابنه الصغير ، بطليموس الثالث عشر ، وابنته كليوباترا السابعة .
ومن المرجح ، ولكن لم يثبت ،أن الاثنان تزوجا فور وفاة الأب . كليوباتراابنة 18عاما تكبر شقيقها بنحو ثماني سنوات ، أصبحت الحاكم المهيمن . الدلائل تشير إلى ان المرسوم الأول الذي فيه اسم بطليموس يسبق لكليوباترا كان في أكتوبر العام 50 قبل الميلاد.
فورا و بعد أن اجبرت كليوباترا على الفرار من مصر إلى سوريا ، حيث أنشأت جيشا من أتباعها وفي 48 قبل الميلاد عادت إلى مواجهة أخيها في بيلوسيوم( بور سعيد حاليا) على حدود مصر الشرقية . أدي مقتل الظابط الروماني بومبي ، الذي طلب اللجؤ من بطليموس الثالث عشر في بيلوسيوم، ووصول يوليوس قيصر أدى إلى سلام مؤقت .
أدركت كليوباترا انها في حاجة لدعم الرومان ، أو بشكل أكثر تحديدا دعم قيصر ، اذا كان عليها استعادة العرش .
يقول المؤرخون أن كلا من كليوباترا و قيصر سعيا لاستخدام الآخر ، فقيصر سعى للمال لتسديد الديون التي تكبدها من والد كليوباترا اوليتيس ، من اجل الاحتفاظ بالعرش . في حين أن كليوباترا كانت عازمة على الاحتفاظ بعرشها ، واذا أمكن استعادة أمجاد البطالمة الأوائل واسترداد أكبر قدر ممكن من سطوتهم ، والتي شملت سوريا وفلسطين وقبرص .
وقع الملك بطليموس الثاني عشر تحت تأثير مستشاريه الذين عملوا على ابعاد كليوباترا وطردها من الاسكندرية للانفراد بالسلطة, فلجأت إلى شرقي مصر واستطاعت تجنيد جيش من الاعراب لاستعادة حقوقها المسلوبة. عند وصولها إلى بيلوزيوم (بور سعيد حاليا) حيث كان يتصدى لها جيش أخيها, وصلت سفينة القائد الروماني بومبي ( Pompeius ) على اثر هزيمته في معركة فرسالوس (48 ق.م), فما كان من أوصياء الملك الاّ أن دبّروا مقتله, وقدّموا رأسه إلى القائد المنتصر يوليوس قيصر الذي وصل الاسكندرية في 2 أكتوبر عام 48 ق.م. وقد نجحت كليوباترا في اختراق صفوف خصومها بعد أن حاول أخيها بطليموس الثاني عشر التقرب إلى القيصر حيث وجدها فرصة لاعلان ولائه الكامل, وعمل قدر طاقته على تملّقه والتقرب اليه, هكذا بدأت علاقة تاريخية بين قيصر و كليوباترا في القصر الملكي, فقد قرر الوقوف إلى جانبها واعادتها إلى عرش مصر. لكن أوصياء أخيها حرّضوا جماهير الاسكندرية ضد كليوباترا, وزحف الجيش الموالي لهم وحاصروا قيصر وكليوباترا في القصر الملكي, فبدأت حرب الاسكندرية التي حسمها يوليوس قيصر في مطلع عام 47 ق.م بعد أن وصلته النجدات وانتهت بمقتل الملك بطليموس الثاني عشر وأعوانه, وتسلمّت كليوباترا عرش مصر مع أخيها الاصغر بطليموس الثالث عشر وبقي قيصر إلى جانبها ثلاثة أشهر. وتوطدت أواصر العلاقة بينهما وولدت له بعد رحيله طفلا أسمته بطليموس قيصر ( وأطلق عليه الاسكندريون اسم التصغير قيصرون Kaisarion ).
بعد اغتيال قيصر في روما ذلك خلفه أوكتافيوس علي عرش الدولة الرومانية فقرر أن يضم مصر إلى الامبراطورية الرومانية ، لكن كان امامه الكثير من العواقب ، ومن أشدها ماركوس أنطونيوس "مارك أنتوني" الذى أراد في أن يشاركه الحكم ، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الامبراطورية الرومانية .
تم تقسيم الامبراطورية الرومانية إلى شرق و غرب, و كان الشرق بما فيه مصر من نصيب انطونيوس ، و كان طبيعيا أن تصبح كليوباترا تحت سلطة السيد الجديد انطونيوس ، فلتحاربه بسلاح الحب والجمال ، ولم تنتظر حتى يأتي اليها في الاسكندرية ، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية ، وكان أنطونيوس قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية ، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد و عدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.
أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيما (على حد قول المؤرخين) لكن أيضا لذكائه لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز انطونيوس ، من ثم أعد أنطونيوس جيشا من أقوى الجيوش و تابعت كليوباترا الجيش عن كثب و تابعت خطة الحرب.
جرت معركة أكتيوم البحرية الفاصلة غربي اليونان وقررت مصير الحرب. خسر أنطونيوس كثيرا من سفنه في محاولته كسر الحصار الذي ضُرب حوله, وتسارعت الاحداث وعملت كليوباترا كل ما في وسعها لتفادي الكارثة بعد وصول أنباء الهزيمة إلى مصر, وقام أنطونيوس بمحاولة يائسة للتصدي لقوات أوكتافيانوس ، قيصر روما الجديد ،التي وصلت إلى مشارف الاسكندرية في صيف عام 30 ق.م, و الذي وجد في انطونيوس عقبة أمام انفراده بالحكم ولكن جهوده ذهبت سدى, وعندما بلغه نبأ كاذب بموت كليوباترا فضّل الموت على الحياة.
عادت كليوباترا الي الاسكندرية بعد خسارتها و ماركوس أنطونيوس و ورود خبر انتحار الأخير بعد الهزيمة في معركة أكتيوم أمام أوكتافيوس ، قررت الملكة كليوباترا الانتحار و ذلك عن طريق لدغة أفعي الأصلة السامة والذى كان أغرب طرق الانتحار في ذلك الوقت ، وكان سبب الانتحار أنها لم تكن تريد أن تمشى في شوارع روما كأسيرة مكبلة بالحديد في مواكب النصر الرومانية كأسيرة لأكتافيوس فالسبب فيما يبدو أن عزة نفسها وكرامتها هونت عليها الموت بدلا من الحياة ذليلة كما يجمع المؤرخين .
Posted by Unknown 0 comments